السبت، 2 مايو 2015

إضراب عمال العرب عن التظاهر في عيدهم



| كتب قاسم متيرك | 
نزل عمال العالم إلى الشوارع للإحتفال بعيدهم، وككل عام في الأول من مايو أيار يتلقى الكادحون وجع الهروات من رجال الشرطة كعلاوات مستحق على تعبهم السنوي مقابل سكوتهم على جشع الأنظمة الإقتصادية، والقبول بالقليل من أرباح الشركات والأفراد.
وبالرغم من تفاوت مشاهد العنف ضد العمال في مدن العالم، فإن هذه الطبقة من الكادحين تستحق في هذا اليوم أن نقول لهم كل عام وأنتم بخير، وهي عبارة تستحقونها أنتم، ليس فقط، تقديراً لتضحياتكم بل هي دعوة خالصة للعيش عاماً آخر في ظل ظروف العمل السيئة التي قتلت هذا العام وحده أكثر من ألف عامل،في مصانع الملبوسات في بنغلادش، وغالبتهم من النساء. 
وفي هذا اليوم غاب العمال العرب عن الشوارع فلا تظاهرات ولا هروات، وكأن حال اليد العاملة عندنا لا تحتاج إلى معونات مالية وعينية، وربما يكفيها أن تعيش في سلام وسط هذه الفوضى العارمة من المحيط إلى الخليج، وبات الحصول على الأمن أولى من التظاهر للحصول على الخبز ، في وقت صارت التظاهرات عنواناً لتغيير الأنظمة ومقدمة لحروب أهلية وتوترات أقليمية وأزمات دولية كما هي الحال في العراق وسوريا واليمن. 
ففي اليمن خصوصاً لم يحتفال العمال بعيدهم بعدما حاصرتهم جبهات القتال، ومنع الحصار الجوي والبحري والبري وصول المساعدات الغذائية مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في العالم، وهو ما استدعى توجيه الأمم المتحدة إنذاراً لإنقاذ نحو ثمانية ملايين يمني بحاجة إلى مساعدات عاجلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق