||كتب قاسم متيرك ||
انتصرتْ غزة. وما النصرُ إلا منْ عندِ الله. ولو كانَ في اللغةِ العربيةِ كلماتٌ غيرُ النصر ِ والانتصار ِ لاستحقتْها غزة عن جدارة. خمسونَ يوماً منَ الصمودِ والتصدي، وغزةُ تقاومُ بلحمِها ودمِها، بأطفالِها ونسائِها، ومنازلِها، ورجالِها. وأنفاقِها.خمسونَ يوماً وغزةُ تطلقُ صواريخَها، وما رمتْ، ما رمت، فإنَّ اللهَ قد رمى تلَّ أبيب ومستوطناتِها، ووضعَها أمامَ خياراتٍ صعبةٍ، فلا دموية ُ جيشِها مكَّنتْها من ِ إحتلال ِ غزة، ولا طائراتُها حمتِ المستوطنينَ والمستوطنات. لم يكنْ أمامَ حكومةِ الإحتلال ِ الصهيوني إلا أنْ تُقِرَّ بالهزيمةِ، وما كانَ أمامَ المقاومةِ إلا أنْ تتباهى بنصر ِها وأنْ تقولَ للصيادينَ: هذا بحرُكم، وللمزارعين: إفلاحوا أراضيَكم. خمسونَ يوماً من المقاومة ْ وأكثرُ من ألفي شهيد، والألافُ من الجرحى، ومثلـُهم منَ النازحينَ دفعوا ثمنَ الحرية،خرجوا الى شوارع ِ غزة مُخضَّبِيْنَ بالدماء يحتفلونَ بالنصر ِ الكبير. يدركونَ أنَّهم كسروا الحصارَ بإرادةٍ صُلبةٍ كانت أقوى من "الجُرْفِ الإسرائيلي"، ويدركونَ أيضاً أنَّ القائدَ محمد ضيف انتصرَ على بنيامين نتنياهو وكل قادةِ الإحتلال ِ، وأنَّ "الشُّجاعِية" باتت توزعُ الشجاعة َ على العرب، وخان يونس لم تَخُنْ ولن تخونَ المقاومة َ أبداً. يحقُّ لغزةَ أن تحتفلَ بنصر ِها وانتصار ِها، ويَحُقُّ لكلِّ الذين وقَفوا الى جانبِ غزة .. بالطلقةِ والصاروخ ِ، وبالدعاءِ والدموع ِ، بالصورةِ والصوتِ، أنْ يحتفلوا أيضاً بانتصار ِ
خيار ِ المقاومةِ كسبيل ٍ وحيدٍ لتحرير ِ فلسطيين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق