أقرتْ إسرائيلُ بالهزيمة، وبلعَ جيشُها وحكومتُها ردَّ حزبِ الله المُميتَ في مزارع ِ شبعا كما وصفَه بنيامين نتنياهو. الردُّ الحاسمُ للمقاومةِ لم يكنْ مجرَّدَ صاروخ ٍ موجهٍ استهدفَ آلية ً عسكرية ً إسرائيلية، بل رأتْ فيه إسرائيلُ نموذجاً صغيراً من ردٍّ كبير ٍ لحزب الله في الحربِ المقبلة.
نجحتِ المقاومة ُ في اجتياح ِ مزارع ِ شبعا المحتلةِ لساعاتٍ عدة في سيناريو يُحاكي عمليةَ تحرير ِ الجليل وما بعدَ الجليل. استندَ حزبُ الله في ردهِ أمس على محور ٍ- يمتد من دمشقَ إلى طهران، مدعوماً بالحرس ِ الثوريّ الإيراني فيما لو تجرأتِ حكومةُ الإحتلالِ على إعلان ِ الحرب.
وهكذا، ولأولِ مرةٍ يدخلُ الجولانُ السوريُّ بقسيمهِ المُحرَّر ِ والمحتلِ إلى معادلةِ حقِّ الرد -التي كرستْها المقاومةُ سابقاً وأعادت تثبيتَها أمس، وضمنَ هذه المعادلةِ دخلتْ فصائلُ المقاومةِ الفلسطينيةِ وأبدت استعدادَها لفتح ِ جبهةِ غزة وضربِ إسرائيل من خاصرتِها الجنوبية.
التقييمُ الاسرائيلي لعمليةِ المقاومةِ انتهى إلى فضيحةٍ عسكريةٍ بل إلى إخفاق ٍ استخباراتيّ على كل المستوياتِ بالرغم من التعتيم ِ الإعلامي الكامل على وقائع ِ الهجوم، ومكانِهِ، وحجمِهِ، وحصيلةِ القتلى الذين احترقوا بصواريخ الجيل ِ الرابع ِ من الكورنيت الروسي، وتحت غطاءٍ من القصفِ المدفعيّ المُركَّز ِ للمقاومةِ على مواقع ِ الإحتلال في مرتفعاتِ مزارع شبعا، فَقدَ الجيشَ الإسرائيليُّ القدرةَ على الردّ، وظلَّ لساعتين ِ من الوقتِ يجهلُ تماماً طبيعة َ العملية.
المقاومةُ الإسلاميةُ بدورها تجنبتْ ذكرَ التفاصيلِ في البيان رقم واحد، وتركتِ البيانَ الثاني للسيدِ حسن نصر الله الذي سيطلُّ غداً في تأبين ِ شهداءِ القنيطرة وسيُعرضُ شريط َ الردِّ الحاسم، كما جرى في الميدان ِ وفي السياسةِ أيضاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق